من أجمل قصائد الشاعر والاديب اللبناني جبران خليل جبران :
على باب الهيكل
قد طهَّرتُ شفتيَّ بالنار المقدَّسة لأتكلَّم عن الحب،
ولَّما فتحت شفتَّي للكلام وجدتُني أخرس.
كنت أترنّم بأغاني الحب قبل أن أعرفه.
ولما عرفته تحوَّلتِ الألفاظ في فمي إلى لهاث ضئيل،
والأنغام في صدرشَ إلى سكينة عميقة.
وكنتم
أيها الناس، فيما مضى، تسألونني عن غرائب
الحب وعجائبه، فكنت أحدثكم وأُقنعكُم. أما الآن، وقد غمرني الحب
بوشاحه، فجئتُ بدوري أسألكم عن مسالكه ومزاياه فهل بينكم من
يجيبني ؟
.. هل بينكم من يستطيع أن يُبَيِّن قلبي
لقلبي ويوضح ذاتي لذاتي؟
ألا فأخبروني ما هذه الشعلة التي تَتَّقِد في صدري وتلتهم قواي وتُذيب
عواطفي وميولي؟
وما هذه الأيدي الخفية الناعمة الخشنة التي تَقبضُ
على روحي في ساعة الوِحدة والانفراد، وتَسكب في
كبدي خمرة ممزوجة بمرارة اللذة وحلاوة الأوجاع؟
وما هذه الأجنحة التي تَرفرف حول مضجعي
في سكيِنةِ
الليل فأسهَرَ مترقباً ما لا أعرفه،
مُصغياً إلى ما لا أسمعه،
مُحدّقاً إلى ما لا أراه،
مفكّراً بما لا أفهمه،
شاعراً بما لا أُدركه ،
مُتأوِّهاً لأَنِّ في التأوُّه غصَّات أَحبَّ
لدي من رنةِ الضحِكَ والابتهاج،
مستسلماً إلى قوةَ غيرِ منظورة تُميتُني
وتُحييني ثم تُميتُني وتُحَييني حتى يطلع الفجر
ويملأ النور
زوايا غرفتي فأنام إذ ذاك...
وبين أجفانيِ الذابلة ترتعش أشباح اليقظة
وعلى فراشي الحجري تتمايل خيالات الأحلام.
وما هذا الذي ندعوه حباً؟
أخبروني ما هذا السر الخفيّ
الكَامِن خلفَ الدهور،
المختبئ وراءَ المرئَّيات،
السَّاَكِنُ في ضمير الوجود؟
ما هذه الفكرة المطلقة التي تجيءُ سبباً
لجميع النتائج
وتأتي نتيجة لجميعِ الأسباب؟
ما هذه اليقظة التي تتناولِ الموتَ والحياة،
وتبتدعِ منهما حلماً أغرَبَ مِن الحياة
وأعمق من الموت؟
أخبروني أيها الناس.
أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة
إذا ما لمس الحبُّ روحَه بأطرافِ أصابعه؟
هل بينكم من لا يترك أباه وأمَّه ومَسقط رأسه
عندما تناديه الصبيةُ التي أحبَّها قلُبه؟
هل فيكم من لا يمخر البحر ويقطع الصحاري، ويجتاز
الجبال والأودية ليلتقي المرأة التي اختارتها روحه؟
أي فتى لا يتبع قلبه إلى أقاصي الأرض إذا
كان له في أقاصي الأرض حبيبة
يستطيب نكهة أنفاسها،
ويستلطف ملامس يديها،
ويستعذب رَّنة صوتها؟
أي بشريّ لا يحرق نفسه بخوراً أمام إله
يسمَعُ ابتهاله ويستجيبُ صَلَوَاتِه؟
وقفتُ بالأمس على باب الهيكل
أسأل العابرين عن خفايا الحب ومزاياه.
مرَّ أمامي كهل... وقال متأوهاً:
الحبُّ ضعف فطري ورثناه عن الإنسان الأوّل.
ومَّر فتى ... مفتول الساعدين وقال مترّنماً :
الحبُّ عزم يلازم كياننا
ويصل حاضرنا بماضي الأجيال ومستقبلها.
ومَّرت أمرأة كئيبة... وقالت متنهدة:
الحب سمٌ قتَّال تتنفسه الأفاعي السوداء...
ومَّرت صبية موردة الوجنتين وقالت مبتسمة:
الحب كوثر تسكبه عرائس الفجر في الأرواح...
ومرَّ طفلٌ ابنُ خمس وهتف ضاحكاً:
الحبُّ أبي والحبُّ أمي.
وانقضى النَّهار.
والناس يَمُرُّون أمام الهيكل.
وكلٌ يصور نفسَه متكّلِماً عن الحب،
ويبوح بأمانيه مُعْلناً سرَّ الحياة.
ولَّما جاء المساء، وسكنت حركة العابرين،
سَمعْتُ صوتاً آتياً من داخل الهيكل يقول:
الحَياة نصفان: نصف متجلّد ونصف ملتهب.
فالحب هو النصف الملتهب.
فدخلت الهيكل إذ ذاك،
وسجدت راكعاً، مبتهلاً، مصلياً، هاتفاً :
اجعلني يا رب طعاماً للهيب.
اجعلني أّيها الإله مأكلاً للنارِ المقدسة
آمين
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,
أليوم عيد في تقاسم حظه
أليوم عيد في تقاسم حظه
للبائسين رضى وللسعداء
ما اسطاع فيه الدهر أشكى كل ذي
شكوى وهادن كل ذي برحاء
عم السرور وتم حتى لم يكد
أثر يرى لتفرق الأهواء
كل به من شاهد أو غائب
أثنى عليك وقد ثنى بدعاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,
برزت في غلالة بيضاء
برزت في غلالة بيضاء
ذات نسج مفوق بالضياء
حولها من لداتها أي سرب
في نظام من آنسات الظباء
ترتقي عرش سعدها وإليه
تتخطى معارج العلياء
يا فتاة تفردت بجمال الخلق
والخلق واكتمال الذكاء
وكفاها من عزة أن نماها
أنبل الأمهات والآباء
لك من صفوة الشباب خطيب
نابه القدر ذو حجى وإباء
حظ هذا القران من نعم الله
وحظ القران للأكفاء
فاشرباها صهباء من عهد قانا
برئت من مكاره الصهباء
إن روحيكما تناشدتا في الغيب
حتى اطمأنتا باللقاء
للمحبين غاية وابلغاها
هي أسمى رغائب الأحياء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,
هذه ليلة وناهيك في الدهر
هذه ليلة وناهيك في
الدهر بها من يتيمة غراء
خلعت حلة السواد ولاحت
في دثار من باهر اللألاء
فمصابيح تملأ الأرض نورا
ومصابيح مثلها في السماء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,
وفد الربيع إليك قبل أوانه
وفد الربيع إليك قبل أوانه
يهدي حلى جناته الفيحاء
من كل بارعة الجمال يرى بها
شبه لبعض خلالك الحسناء
في النظم أو في النثر من طاقاتها
لطف البيان ورونق الإخفاء
نم البديع بحسنها فرأى النهى
من فنها ما ليس بالمترائي
أبهج بإكليل الزفاف وقد جلا
للعين كل أثيرة غراء
لو شئت صيغ من الفريد وما وفى
لكن أبيت وكان خير إباء
هل في يد الدهقان أبهج زينة
من زينة البستان للعذراء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,
عجبا أرى ولعل أعجب ما يرى
عجبا أرى ولعل أعجب ما يرى
دنيا الخلائق تنبري لفداء
لماحة للغيب شاعرة به
حتى ليحضرها الخفي النائي
تلك الرواعي كل أخضر ناعم
من كل ناعمة الخطى ملساء
من بث فيها وهي تقني قزها
من بذلها أعمارها بسخاء
أن الذي تقضي شهيدة نسجه
لك فيه سعد وامتداد بقاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,
أيها المحسن هذا منزل
أيها المحسن هذا منزل
بعته اليوم بصرح في السماء
خلدت بالجود ذكراك التي
خلدت بالنبل قبلا والذكاء
كنت لم تعقب فأصبحت أبا
لألوف من صغار الفقراء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,
ألنور والنور يوم عيد
ألنور والنور يوم عيد
يهدي إلى مريم الثناء
كبر فيها الجمال ربا
صغر في عينيها السماء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أيا من عشت عيشا كنت فيه
أيا من عشت عيشا كنت فيه
مثالا للفضائل قد تراءى
لئن أودعت لحدا أرخوه
لقد أبلغت بالروح السماء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في هجرة لا أنس فيها
في هجرة لا أنس فيها
للغريب ولا صفاء
تتقاذف الآفاق بي
قذف العواطف للهباء
وتحيط بي لجج الصروف
فمن بلاء في بلاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وليلة رائقة البهاء
وليلة رائقة البهاء
مشوبة الظلام بالضياء
أشبه بالجارية الغراء
في حلة شفافة سوداء
باد جمالها على الخفاء
سكرى من النسيم والأنداء
جرت الفلك على الدأماء
خافقة الفؤاد بالرجاء
خفيفة كالظل في الإسراء
تبدي افترارا في ثغور الماء
كأنما طريقها مرائي
والشهب فيها أعين روائي
بمشهد من عالم الأضواء
في متراءي البحر والسماء
يحملها الموج على الولاء
والريح تحدوها بلا حداء
كأنما الأسماع في الأحشاء
والدهر في سكينة الإصغاء
يا مصر دار السعد والهناء
ومهبط الأسرار والإيحاء
عليك من هذا المحب النائي
سلام قلب ثابت الولاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,
زمزم أسرت إسراء يمن
زمزم أسرت إسراء يمن
تغري الدياجير بالضياء
وفي جلا الصباح أبدت
قرة عين لكل راء
إن هاجمتها الرياح ردت
هو جاءها وهي كالرخاء
إحدى ثلاث نرجو مزيدا
لهن يأتي على الولاء
يا حبذا الماخرات في
البحر والمغذات في الهواء
مراكب السلم غازيات
ما عز نيلا من الثراء
بهن تنأى تخوم مصر
إلى النهايات في الفضاء
يا طلعت الخير ذاك جهد
يقصر عنه جهد الثناء
هيأت بالصفقتين فتحا
لمصر في الماء والسماء
فمصر في المسبحين
والمسرحين مرفوعة اللواء
أبليت والصالحين في
كل موقف أحسن البلاء
وحسبكم أنكم بنيتم
لمجدها أرسخ البناء
وأنكم بين ساسة المال
من ثقات وأقوياء
نزلتم منزلا رفيعا
بالعلم والحلم والمضاء
تدرون ما في ذخائر الشرق
من نبوغ ومن ذكاء
مصر فخور بأن حللتم
محل صدق في هؤلاء
وكنتم بالذي ادعيتم
بينهم غير أدعياء
دوموا لهذي الديار واسموا
إلى ذرى الفخر والعلاء
وحققوا بالذي وليتم
لقومكم أبعد الرجاء
جزاكم الله عن حماكم
وأهله أكرم الجزاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كنت في الموت والحياة كبيرا
كنت في الموت والحياة كبيرا
هكذا المجد أولا وأخيرا
ظلت في الخلق راجح الخلق حتى
نلت فيهم ذاك المقام الخطيرا
فوق هام الرجال هامتك الشماء
تزهو على وتزهر نورا
عبرة الدهر أن ترى بعد ذاك السجاه
في حد كل حي مصيرا
ما حسبنا الزمان إن طال ما طال
مزيلا ذاك الشباب النضيرا
إن يوما فيه بكينا حبيبا
ليس بدعا أن كان يوما مطيرا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كيف حالي أنا المدين وديني
كيف حالي أنا المدين وديني
فوق ما أستطيعه من وفاء
للرفاق الذين أعلوا مكاني
من كبار الكتاب والشعراء
والكرام الذين يسعى إليهم
وسعوا عن تفضل وسخاء
يا وزيرا له من الفضل ما يغنيه
عن كل مدحة وثناء
وأحل البيان والعلم في الأوج
الذي حله من العلياء
أنت أكرمتني ليكرمك رب
العرش هذا شكري وهذا دعائي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,
يا فتاة يجلو النبوغ حلاها
يا فتاة يجلو النبوغ حلاها
ولها من كرامة ما تشاء
أتريدين في كتابك شعرا
هو سؤر بمهجتي أو ذماء
ذاك فضل يتيح لأسمى فخرا
أحرزته من قبله أسماء
فاقبلي هذه القوافي أزجيها
وفيها تحية وثناء
ليس بدعا وأنت ما أنت أن
أطنب فيك الكتاب والشعراء
أدب رائع ونظم ونثر
كل لفظ يشع منه ضياء
ولسان طلق ولحظ يرى الغيب
وجفن يغض منه الحياء
كيف لا يستبيهم ذلك الوجه
البديع الحلي وذاك الذكاء
ما معانيهم الحسان لدى
أدنى معانيك أيها الحسناء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
آنسات الشواطئ
آنسات الشواطئ
يا لها من خواطئ
قد أصابت قلوبنا
بالسهام الخواطئ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نثني عليك وهل يكافيء
نثني عليك وهل يكافيء
بعض منتك الثناء
أعيت فلسطين الجراح
ومن يديك أتى الدواء
هلا اقتدى بكما السراة
القادرون الأثرياء
أنت الزعيمة والرجال
شهود فضلك والنساء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ألا يا بني غسان من ولد يعرب
ألا يا بني غسان من ولد يعرب
وأجدادكم أجدادي العظماء
أخوكم وقد أضحى غريبا بزيه
أعاد له السمت الأصيل رداء
قفوا وانظروني في العباءة رافلا
مهيبا وبي في مشيتي خيلاء
تروا كيف تكسو ربة الفضل عاطلا
وكيف يكون المجد وهو كساء
بها قصب تخشى العيون بريقه
وصوف رقيق حيك منه هباء
جزى الله كل الخير من أنعمت
بها وهل عند مسؤول سواه جزاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,
يا عزيزينا اللذين اقترنا
يا عزيزينا اللذين اقترنا
ليكن عيشكما عيش صفاء
خير ما يدعو المحبون به
لكما نسل كريم ورفاء
أن أدلين عروس كملت
بمعان خير ما فيها الوفاء
ودمتري ذو خصال يزدهى
بحلاها الصادقون الشرفاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,
عقد السعد فيه عقدا جميلا
عقد السعد فيه عقدا جميلا
ضم رب الحسنى إلى الحسناء
وشدا ساجع الأماني فيه
يوسف الخير فز بخير النساء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عذراء لو وصفت معاني حسنها
عذراء لو وصفت معاني حسنها
لتكاثرت في وصفها الأسماء
كل النعوت المستحبة نعتها
بين الأوانس واسمها أسماء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لبنان في أسمى المعاني لم يزل
لبنان في أسمى المعاني لم يزل
لأولي القرائح مصدر الإيحاء
جبل أناف على الجبال بمجده
وأناف شاعره على الشعراء
يا أكرم الإخوان قد أعجزتني
عن أن أجيب بما يشاء وفائي
مهما أجد قولي فليس مكافئا
قولا سموت به على النظراء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جمع الصحاب على هوى وإخاء
جمع الصحاب على هوى وإخاء
نجمان من صدنايا والشهباء
طلعا بأفق النيل وانجليا به
في هالة من سؤدد وعلاء
فلك الكنانة وهو جوهرة العلى
يجلو سناه كواكب الأحياء
تتلفت الدنيا إلى أضوائها
مبهورة بسواطع الأضواء
فرنا إليها حبر رومة وانثنى
يهدي إلى النجمين طيب ثناء
شغفته آيات المآثر منهما
فجزى على الآلاء بالآلاء
ودعا إلى الرحمن في صلواته
يا رب بارك دارة الكرماء
حفل جلاه الفرقدان كما جلا
نجم المجوس مغارة العذراء
جئنا إليه وفي الوطاب نفائس
علوية قصرت على الأمراء
المر فيها واللبان نثيرنا
والتبر بعض خواطر الشعراء
الشعر سفر المكرمات يصونها
حرصا وينقلها إلى الأبناء
لولاه لم تعرف على طول المدى
غرر ولا رهنت بطول بقاء
غنت بلابله بأيكة ندوة
متصدر فيها أبو الآباء
النور في قسماته والحق في
كلماته والطهر في الحوباء
متهجد في قسماته والحق في
كلماته والطهر في الحوباء
مستمطر للناس رحمة ربه
متشفع لهم من الأخطاء
وإذا على العرش استوى فكأنه
موسى الكليم على ذرى سيناء
بسط اليد البيضاء جملها التقى
ليزين صدر ذوي يد بيضاء
نعماء جاد بها خليفة بطرس
والله فيها الواهب النعماء
هذي الرصيعة بعض ما زخرت به
كتب الملائك من سني جزاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كنا وقد أزف المساء
كنا وقد أزف المساء
نمشي الهوينا في الخلاء
ثملين من خمر الهوى
طربين من نغم الهواء
متشاكيين همومنا
وكثيرها محض اشتكاء
حتى إذا عدنا على
صوت المؤذن بالعشاء
سرنا بجانب منزل
متطامن واهي البناء
فاستوقفتني وانبرت
وثبا كما تثب الظباء
حتى توارت فيه عني
فانتظرت على استياء
وارتبت في الأمر الذي
ذهبت إليه في الخفاء
فتبعتها متضائلا
أمشي ويثنيني الحياء
فرأيت أما باديا
في وجهها أثر البكاء
ورأيت ولدا سبعة
صبرا عجافا أشقياء
سود الملابس كالدجى
حمر المحاجر كالدماء
وكأن ليلى بينهم
ملك تكفل بالعزاء
وهبت فأجزلت الهبات
ومن أياديها الرجاء
فخجلت مما رابني
منها وعدت إلى الوراء
وبسمت إذ رجعت
فقلت كذا التلطف في العطاء
فتنصلت كذبا ولم
يسبق لها قول افتراء
ولربما كذب الجواد
فكان أصدق في السخاء
فأجبتها أني رأيت
ولا تكذب عين راء
لا تنكري فضلا بدا
كالصبح نم به الضياء
يخفي الكريم مكانه
فتراه أطيار السماء
ثم انثنينا راجعين
وملء قلبينا صفاء
مفكهين من الأحاديث
العذاب بما نشاء
فإذا عصيفير هوى
من شرفة بيد القضاء
عار صغير واجف
لم يبق منه سوى الذماء
ظمآن يطلب ريه
جوعان يلتمس الغذاء
ولشد ما سرت بهذا
الضيف ليلى حين جاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هذي مليكات اللآليء أقبلت
هذي مليكات اللآليء أقبلت
تفتر عن قطع من اللألاء
باد صفاء القطر في قسماتها
وتنافس الألوان والأضواء
ظلت تكون في حشى أصدافها
كتكون الأنوار في أفياء
وقضت عصورا سيدات بحارها
يسعى لها من أبعد الأنحاء
حتى إذا حملت إليك سبية
مجلوبة في جملة الآلاء
وجدت عزاء في رحابك طيبا
عن عزها الماضي وأي عزاء
بلقائها حسنا يضاعف ما بها
من رونق ونفاسة وبهاء
وجوارها شيما كرائم صنتها
في خدر عصمتها عن الرقباء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,
لا غرو أن الماس أكر
لا غرو أن الماس أكر
حقا عليك لكل حلف شقاء
ومن الكياسة وهو أصب جوهر
أن رق رقة أدمع الفقراء
فأصاب عندك والشفاعة لاسمه
حظ اليتيم وفاز بالإيواء
ما يغل من شيء فإن لحكمة
جلت غلاء الماس في الأشياء
هو بالمتانة والسنى مرآة ما
بك من وفاء ثابت وذكاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,
حي الرفاق الأكرمين وقل لهم
حي الرفاق الأكرمين وقل لهم
إنا لكم في عيدكم شركاء
ما بين مصر وبين لبنان مدى
ناء وقد أدنى القلوب إخاء
إن الذي أجمعتم إكرامه
لم تختلف في حبه الأهواء
في عيده الفضي رمز تنجلي
ببياضه أخلاقه العزاء
خدم المواطن خدمة لم يأتها
إلا الرعاة الجلسة العظماء
وبنى لأمته فخارا بعد أن
كادت تلم بعرضها الأرزاء
مستنصرا إيمانه وثباته
وخلوصه إن فاته النصراء
يرعى مدارسها ويكلأ نشأها
والنشء للعهد الجديد بناء
ويعم كل مبرة بعناية
منه فلم يخصص بها الفقراء
متعهدا أبدا رعيته فلا
سأم يثبطه ولا أعياء
زهيت مواعظه بكل يتيمة
في كل داجية لها لألاء
إن أكبر العلماء حكمته فقد
فتنت بحسن بيانها الأدباء
تقوى وعقل راجح وطوية
لا تلتوي وكياسة وذكاء
وعزيمة غلابة وفصاحة
خلابة وكرامة وإباء
هذي مناقبه وحسبي ذكرها
حتى يخيل أنه إطراء
إن لم يكن شكر العدول جزاءها
فعلام في الدنيا يكون جزاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا
ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا
ولكل جانحة بجسمي مالئا
فبمهجتي ثوران بركان جوى
وبظاهري شخص تراه هادئا
الغيث جدا في نهاية أمره
ما خلته إحدى المهازل بادئا
طرأت علي صروفه من لحظة
في حين أحسبني أمنت لطارئا
ولقد أراه مستزيدا شقوتي
لو كان لي بدل المحبة شانئا
إني لأسأل بارئي ولعلها
أولى ضراعاتي أرجي البارئا
أمنيتي قربي لشمسي ساعة
فأبيد محترقا ولكن هانئا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان الخميس وكل ظنى
كان الخميس وكل ظنى
أنني في الأربعاء
فحرمت رؤية من أود
وراح ميعادي هباء
عذرا أخي فإذا قبلت
وأنت خير الأصفياء
لم يرض نفسي أنها
قد أخطأت ذاك الخطاء
هل فرحة في العمر أشهى
من لقاء الأوفياء
عوقبت عن سهوي وقد
يقسو عقاب الأبرياء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أنا أبكيك يا حسين وما
أنا أبكيك يا حسين وما
أولى خليلا فارقته بالبكاء
وإذا ما رثاك كل أديب
كنت أحرى مودع بالرثاء
فجعت مصر إذ توليت عنها
في المبرات والتقى والوفاء
وأصيبت بفقد أي عميد
أسرة المجد والندى والذكاء
عشت في خلوة زمانا فخيلت
عزلة وهي مهجة العلياء
وإذا ما تنزهت نفس حر
ردت الأرض قطعة من سماء
فامض مستخلفا بكل كريم
من بنيك الأعزة النجباء
نفر من نوابغ الجيل فيه
طلعوا كالكواكب الزهراء
والق ما قدمت يداك من الخير
فعتد الرحمن خير الجزاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سيمون طاسو نعمة علوية
سيمون طاسو نعمة علوية
مما به تتفاخر الآباء
فإذا حضرت عمادها الأسنى فقل
تاريخ ثالثة الشموس هناء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إن سمعان شيخنا شيخنا
إن سمعان شيخنا شيخنا
وحبيب الله والخلق كلهم بالسواء
هو مقدامنا الكبير وأكرم
بكبير خلا من الكبرياء
أبدا بينه وبيني دعاوى
نتقاضى بها لغير القضاء
أنا أثني عليه وهو على
العهد به غير مغرم بالثناء
وله الحق إن في النفس لا في
قول من مثن حقيقة العلياء
ولي العذر هل يصح سكوت
عن فعال تدعو إلى الإطراء