ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بعض التقارير الصحفية التي تتحدث عن البديل المناسب للمدرب الكتلوني الشاب بيب جوارديولا في منصب المدير الفني لبرشلونة، ورجّح البعض كفة الأرجنتيني مارسيلو بييلسا لقيادة البلاوجرانا في الموسم القادم في حال عدم تجديد عقد جوارديولا ورحيله عن النادي في يونيو المقبل.
لكن من وجهة نظر أخرى، سنجد أن هناك بعض الأسماء الأخرى التي تبدو الأنسب لقيادة برشلونة نحو الحفاظ على نجاحاته و الإستمرار في المنافسة على جميع الألقاب على أعلى المستويات، ومن قناعة خاصة، يبدو المدير الفني لأتلتيكو مدريد دييجو سيميوني الأفضل لتعويض رحيل بيب جوارديولا عن النادي الكتلوني لأسباب مختلفة و منها:
تكيتيكياً هو أفضل بكثير من العديد من المدربين في الليجا الإسبانية حالياً، و يمتلك قدرة كبيرة في قلب الموازين و قيادة الفريق نحو إنتزاع نقطة أو ثلاث نقاط في أصعب الظروف، حيث أنقذ أتلتيكو مدريد من الهاوية و أعاده إلى مصاف الكبار في فترة قصيرة جداً، لينافس الآن على المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم.
إحترامه الشديد للخصوم، و قد اتضح ذلك جلياً من خلال تصريحاته و رفضه المستمر للدخول في حرب كلامية مع الآخرين، حتى أنه رفض في أكثر من مناسبة إنتقاد التحكيم الإسباني على الرغم من تضرّر فريقه في بعض المباريات الهامة، بل إنه أطلق بعض التصريحات التي تبدو معقولة إلى حد كبير كتأكيده على أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، و أن فريقه سيتضرّر منها كما سيستفيد منها أيضاً في مرات أخرى.
إمتلاكه لشخصية البطل، لأنه يسعى دائماً إلى تحقيق نتيجة الفوز بغض النظر عن الإمكانيات المتوفّرة لديه، كما أن تجربته الناجحة في تدريب الأندية الأرجنتينية و تجربته في الدوري الإيطالي مع نادي كاتانيا ساعدته في تصحيح أخطائه و التّقدم في مساره كمدرب عالمي.
علاقته الجيدة باللاعبين، حيث ظهر منذ البداية الفارق الكبير بينه و بين المدرب السابق لأتلتيكو مدريد جريجوريو مانثانو في التعامل مع نجوم الفريق، إذ تسبّب الأول في رحيل أهم اللاعبين، بينما ساهم هو بشكل كبير في إعادة بعض اللاعبين إلى النجومية، و منحهم الثقة الكاملة لإستعادة مستواهم الكبير و قد تجلى ذلك في معظم تصريحات نجوم الفريق الذين ظلوا يشكرونه و يمدحونه منذ مجيئه.
عدم تهاونه و جديته الكبيرة في العمل، حيث تنطبق عليه ميزات اشتهر بها أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، بصرامته الكبيرة أثناء فترة العمل، و تراخيه و تسامحه مع اللاعبين في بعض الحالات الشاذة و الظروف القاسية، كما أنه مدرب "مرح" يضيف المزيد من القوة و الإنسجام داخل غرف خلع الملابس.
قربه من الجماهير و تواصله المستمر مع الناس داخل و خارج ملعب التداريب، و هي نقطة يحتاج إليها أي نادٍ في العالم للحفاظ على قاعدته الجماهيرية، بل و مضاعفتها قدر الإمكان.. حتى أنه بعد أيام قليلة فقط من مجيئه إلى أتلتيكو مدريد، قام النادي بتسويق قميص بإسم "دييجو سيميوني" لاقى إقبالاً واسعاً، حتى أنه تخطى الجميع من حيث المبيعات في ظرف وجيز!
راتبه المتواضع و عدم اهتمامه بالنجومية و الاستحواذ على اهتمام الصحافة، إذ يحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن الأضواء و الإكتفاء بالعمل في التدريبات و الفوز في مباريات فريقه، لأنه يحب الإبتعاد بشكل واضح عن الضغط الإعلامي، كي لا يضع فريقه في محل شكوك عند أول تعثر له، كما يحدث عادةً للأندية الكبيرة.