بسم الله الرحمن الرحيم ,
الحمدلله بارئ العالمين,
والصلاة والسلام على رسولنا الامين,
أما بعد ,
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ كَلَامٍ
أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ
قَالَ : أَقْطَعُ -) وقد روي الحديث بألفاظ أخرى نحو هذا .
رواه الإمام أحمد في " المسند " (14/329) طبعة مؤسسة الرسالة ، وآخرون كثيرون من أصحاب السنن والمسانيد .
وفيه علتان :
العلة الأولى : ضعف قرة بن عبد الرحمن ، قال أحمد بن حنبل : منكر الحديث
جدا . وقال يحيى بن معين : ضعيف الحديث . وقال أبو زرعة : الأحاديث التى
يرويها مناكير .
انظر: "تهذيب التهذيب" (8/373) .
العلة الثانية : أنه قد رجح بعض أهل العلم أن الصواب فيه : عن الزهري مرسلا ، ـ والمرسل من أقسام الحديث الضعيف ـ .
فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (495 ، 497) عن الزهري ، قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكره .
قال الدارقطني رحمه الله :
" والصحيح عن الزهري المرسل " انتهى.
" العلل " (8/30) .
وضعفه الزيلعي في " تخريج الكشاف " (1/24) ، وضعفه الشيخ الألباني في "
إرواء الغليل " (1/29-32)، كما ضعفه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة .
وقد حَسَّن الحديث أو صححه جماعة من العلماء ، فقد حسنه النووي وابن حجر ، وصححه ابن دقيق العبد وابن الملقن .
وسئل عنه الشيخ ابن باز رحمه الله فقال :
"جاء هذا الحديث من طريقين أو أكثر عند ابن حبان وغيره ، وقد ضعفه بعض أهل العلم ، والأقرب أنه من باب الحسن لغيره" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (25/135) .
والحديث معناه مقبول ومعمول به ، فقد افتتح الله تعالى
كتابه بالبسملة ، وافتتح سليمان عليه السلام كتابه إلى ملكة سبأ بالبسملة ،
قال تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) النمل/30 ، وافتتح النبي صلى الله عليه وسلم كتابه
إلى هرقل بالبسملة ، وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه بحمد الله
والثناء عليه .
وقد ذهب أكثر الفقهاء إلى مشروعية البسملة واستحبابها عند الأمور المهمة .
جاء في الموسوعة الفقهية (8/92) :
"اتفق أكثر الفقهاء على أن التسمية مشروعة لكل أمر ذي بال ، عبادة أو غيرها" انتهى .
والله أعلم
.